يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

دراسة فى أشعار حسام العقدة حسام العقدة قبل وبعد 25 يناير بقلم الدكتور ماجد عبد القادر



دراسة فى أشعار حسام العقدة
حسام العقدة قبل وبعد 25 يناير
بقلم الدكتور ماجد عبد القادر
قراءة فى قصائد:
* ماريونت
* خفافيش
* عصفور
* عقود الخروع
* زرع البحر
* أحلى الحلوين
* عزيزى الجنيه
* ثورتك
* نصب تذكارى
حسام العقدة ÷ 25 يناير = حكاية جيل
د. ماجد عبد القادر
هل الأحداث الكبيرة تفجر طاقة الابداع وتؤدى إلى ثراء العمل الأدبى فنياً ... أم أنها تكون هبة مشاعر يجعلها دفقة على حساب المعيار الفنى والأدبى ؟
نتفق مبدئياً أننا نتحدث عن مبدع حقيقى ولديه أدوات فنية هو قادر بها على كتابة عمل فنى ولسنا نتحدث عن كتابة مواكبة لحدث ما تفتقر لمبادىء الإبداع فتكون سطحية وركيكة مباشرة ومشوهة .. هذه الكتابة التى تأتى فى المناسبة بلا مناسبة أو يركب صاحبها مع الزيطة خوفاً من أن يفوته الفرح أو قد تصدر عن مبدع حقيقى لكنها بمثابة التسخين لعمل حقيقى قادم فى الطريق .. ربما يكون هذا المبدع قد توقف لزمن عن الكتابة لذا فهو يجتاج لفترة يجرب فيها أدواته ويستعيدها بصدق كما يسترجع قدرته على التمكن منها لذا قهو فى الطريق قد يكتب بعض الأعمال كبروفات لعمل حقيقى .
أحياناً يكون المبدع مالكاً لأدواته لكن شرارة الإبداع لم تنفجر بعد بداخله رغم السخونة الشديدة للحدث وكثير من المبدعين لا يبدأون الكتابة مع الأحداث الكبيرة إلا بعد فترة منها حتى يتسنى لهم فرصة لاستيعاب ما يدور وقد يحتاج لوقت حتى يهضم الحدث ليعبر عنه فى صورة عمل أدبى
من هو جيل حسام العقدة ؟
جيل حسام العقدة هو كأى جيل أدبى كان يزوغ من المحاضرات ويرتاد نوادى الأدب فى الجامعة وفى قصور الثقافة وفى الأحزاب يقرأ كثيراً ويحتفى بنشر قصة أو قصيدة هنا أو هناك بعزومة على طبق كشرى أو كوب شاى على مقهى بميدان أم كلثوم .. وعندما تتحسن الأحوال يبقى مارشال المحطة ـ جيل يعانى الأمرين حتى يستطيع تنظيم مهرجان شعرى فى الجامعة وإذا فكر أن يخرج فى مظاهرة يكون عند أمن الدولة علم قبل أن يفكر هو فى ذلك وعلى بوابة الجلاء لو تبقى 50 فردا اعتبرت مظاهرة حاشدة ـ لكن ما يميز هذا الجيل أنه كان يكتب لنفسه ويقرأ لنفسه .. كان جمهور الأدب كله من المنتمين له وأى مطبوعة يكون أقصى عدد نسخ منها 1: 10000 على الأكثر من عدد من يكتبون أصلاً ـ جيل يكتب لبعضه ويقرأ لبعضه ويلم من بعضه ليعمل نشرة أو مجلة توزع باليد .. جيل تم عزله وتهميشه وانكفأ على مباحث فى الحداثة وما بعد الحداثة والبنيوية وما بعد البنيوية وقصيدة النثر والقصة القصيدة والكتابة العبر نوعية ثم ثم تجريفه تماما بعد ذلك وجغت منابعه إلا من بقايا هنا وهناك ... جيل آخر الثمانينات وأول التسعينات الذى عاصر عز العهد الفائت وعنفوانه وبداية التمهيد للتوريث ولم يكن يملك شبكة تواصل اجتماعى لكن كل ما كان لديه ترابيزه وعدة كراسى فى نوادى أدب نصفها مخبرين ...
من هو الشاعر حسام العقدة ؟
حسام واحد من هذا الجيل .. من الطبقة المتوسطة أحسبه من العلامة ما بين AوB فى هذه الطبقة لكنه شاعر وفنان تشكيلى وقبل كل هذا شخص حساس وهذه هى أدوات حسام فى الإبداع ..
حسام يرسم صورته الشعرية بريشة فنان تشكيلى فيعطيها لوناً وحركة تستطيع من خلالها أن تشكل فى وعيك صورة بصرية لكنها كلوحة تجريدية ذات دلالات متعددة وهو فى ذلك ينشط لديك ذاكرة خاصة الأماكن التى مريت عليها أنت سابقاً يذكرك بها ويجعلك تعيد اكتشافها (عقود الخروع ـ زرع البحر) ويجعلك تتوقف عندها من جديد وفى كل مرة تراها بعد ذلك تظهر لذهنك ذاكرة المكان الجديدة مع قصيدة حسام (عندما تذهب إلى البحر ستذكر أن هناك قصور من الرمل تختبىء تحت الرمل عن عيون عيال جمصه البلد)
المكان ليس هو فقط ما يعيدك حسام لاكتشافه  ... مشاعرك هى الأخرى تجده يكتب عنها وببساطة .. يفاجئك أنك مررت بهذا الشعور قبل ذلك ربما كان غامضاً بداخلك ـ ربما لا تعرف أين؟ ومتى؟ ولماذا؟ شعرت به لكنك تشعر بذلك وأنك عندما تسمع أو تقرأ حسام تعرف هذا الشعور الذى يصفه حتى لو كان حسام نفسه لم يعرفه أو كان محتاراً فيه لكنه يتحدث عن شىء أنه وهو جربتماه وإن عصى على التعريف بدقة ووضوح (أنت أيضاً تعرف هذه الخفافيش التى تعض فى بعضها وتلتم فى الضلمة وتعيش حياتها المرة .. أنه أيضاً لديك خفافيشك أمس واليوم وغداً)
ـ هذا العصفور الذى يكلمك عنه حسام الذى يبكى فرحاً لأنه أخيرا أصبح فى جناحه ريشه لكنهم مع أول خربشة يجد ألف مقص طلعوا له كم مرة كنت هذا العصفور .. كم مرة كان بداخلك قفص غير هذا الذى أنت محبوسا فيه
هذه الماريونت .. عروسة الخشب .. ألست تعرفها جيدا ـ العروسة التى لا تتعلم مما فاتها وأن الصوابع مهما تغيرت هى هى  على حالها لا تتغير بينما الكل مكتفيا إما بالفرجة أو التهريج هل هى غريبة عنك ـ عنى ـ عنا  وهل ما زالت على حالها يتحكم بها من يمسكون بالخمس فتل فإياك أن تنخدع بها لأنها من الداخل لن تسرك)
وهكذا يمكن أن تقرأ حسام قبل 25 يناير كتابة ربما بوعى آخر بعد 25 يناير حدثاً وواقعاً
هل يجيب حسام على السؤال فى أحلى الحلوين بنت الإيه التى كبرت ـ لخبطتها العادية ـ شقاوة من فى سنها ـ معرفتها بالسكة لكنها رغم ذلك تايهة ـ اعتقد أن الإجابة تجىء أن الكثيرون يهاجرون إلا الأشجار حول الدفا والنور عندما يكون الميلاد فى وقته غير وقت الورد وفى عز البرد ..
عندما ينكت حسام مع الجنيه يمكنك أن تتذكر بيرم التونسى لكن فجأة سيوجعك قلبك وتتخض إذا عرفت أن جوع الناس متوقف على هذا الجنيه والذى إن ضاع فلن يمكن أن يعملوا ثورة ولا مظاهرة ـ اسأل نفسك وقتها ماذا سيعملون؟
* جيل حسام العقدة .. هو من يتكلم عنه حسام العقدة فى قصيدة ثورتك خطيب الجامع ـ الروائى الذى كتب رواية بالرمز ـ الذى قال نكتة عن الفاسدين فى الأتوبيس ـ معلم الفصل ـ الداعى على الظالمين ـ الذى لم يكن عضوا فى حزب ـ الميت على مر الشهور من القهر
وإذا كان حسام أراد أن يبنى نصباً تذكريا لشهداء الثورة أراد أن يكون آخر طوبة مكتوبا عليها لسه فيه غيرهم فإنه فى قصيدة ثورتك قال أن هناك من كان قبلهم كأنه يريد أن يلفت نظرنا إلى حلقة فى السلسلة قبلها حلقات وبعدها حلقات ربما هذا ما نحتاجه وما يحتاجه حسام أيضا أن يفجر هذا الحدث العبقرى الذى هو ثورة 25 يناير
فى حسام طاقات الشعر الحقيقى التى مهما طالها التجريف فإنها لم تتحول إلى أرض بور ومازالت مبدعة ومنتجة وولادة ..
* ربما أكون متحيزا لحسام صاحب القطة العميا لكننى وجدت حسام هذا فى قصيدة ثورتك من حق حسام أن يجارى أحد معلميه الكبار بيرم لكن من حقنا على حسام ولى فى هذا حق شخصى أن يتفجر حسام إنسانيا وشعريا وفنيا وأحس أن هذا قد تحقق خرج الشاعر مع الثورة
وننتظر أن تخرج منه القصيدة .. الثورة
د. ماجد عبد القادر
23ـ12ـ2013

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

كتب الشاعر الأديب حسام العقدة : البلياتشو وصلاح جاهين

البلياتشو وصلاح جاهين

.

قناع البلياتشو هو أحد أقنعة الشاعر صلاح جاهين الذى كان يختفى وراءه فلا يستطيع أحد محاسبته لينتج لنا رمزاً يستطيع المتلقى تلقيه كما يشاء ، لم يكن هجوماً متمرداً ولم يكن صامتاً وإنما كان يستخدم أقنعته الكثيرة

علقت فى المسمار قناع مهزلة

ومعاه قناع مأساه بحزن ابتلا

بصيت لقيتهم يشبهوا بعضهم

واهو ده العجب ياولاد وإلا فلا

عجبى !!

ورغم استيعاب رمز البلياتشو إلى حد ما لفلسفة جاهين الضاحكة الباكية إلا أنه كان أحياناً يمل منه أيضاً مثلما كان يمل من بقية الأقنعة التى لم ترضِ رحابة أفكاره الرشيقة

بلياتشــــــو قال إيه بس فايــدة فنونــى

وتلت وقــق مســـــــــاحيق بيلونونــــى

والطبـــــل الزماميــــر وكتــر الجعيــــــر

إذا كان جنون زبونـى زاد عـن جنونـى

عجبى !!

لا نستطيع أن نوجه إلى هذا البلياتشو أصابع الاتهام فلم يكن صامتاً وإنما كان يتكلم ويصرخ ويضحك ليفزع الخدم والحرس بنكاته اللاذعة المختبئة فى سترته وخلف المساحيق

أنــا قلبــى كـان شخشيخـة أصبح جرس

جلجلت بـــــه صحـــوا الخــدم والحــرس

أنــا المهرج ... قمتـوا ليــه خفتـوا ليــه

لافى إيدى سيف ... ولا تحت منى فرس

عجبى !!

لم يكن جاهين الوحيد من يختبىء وراء المساحيق فقد استخدم الشاعر فؤاد حداد قناعاً آخر "الأراجوز"

وأيضاً استخدم الرمز الكثير من الأدباء لظروف اجتماعية وسياسية ... إلخ ، وأيضاً استخدم لجمال الرمز نفسه واستخدمه جاهين ليداعب جمهوره ويداعب البهلوان

فى الهو ماشــى يا بهلوان إش إش

يا فراشــــة منقوشــة على كل وش

شــــقلبت عقلــى وعقلــى شــقلبنى

وكنت بحسبنى ... بقيت ما اندهش

عجبى !!

تختلط علينا أقنعة جاهين وتكثر لدرجة أننا لانستطيع التفريق بالضبط إن كان هذا قناعاً أم وجهه الحقيقى لدرجة أنها تختلط عليه هو نفسه فكل الأقنعة صادقة تماماً

مهبوش بخربـوش الألــم والضيــاع

قلبى ... ومنزوع م الضلوع انتزاع

يا مرايتى ياللى بترسمـى ضحكتــى

يــا هلتــرى ده وش والا قنــــــــاع

عجبى !!

نعم كان مهرجاً يضحك لتتعرى أنت أمام نفسك ويظل هو مختبئاً وراء زركشته لكى يحتفظ بـ "كتر الجعير" أطول مدة ممكنة ، فهل يلتصق القناع بوجهه هذه المرة ... ؟

بين موت وموت ... بين النيـران والنيـران

عـ الحبـــــــل ماشــيين الشجــاع والجبــان

عجبــى عــلادى حيــــــــاه ... ويــا للعجب

إزاى أنـــــــا يــاتخيـــن بقيت بهلــــــــوان

عجبى !!

هل يتعجب هو أنه أصبح بهلواناً يعلم كل من يستطيع أن يندهش وكل من يستطيع أن يضحك ويبكى ... أم نتعجب نحن ... عجبى !!

بقلم : الباحث الأديب حسام العقدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نُشرت هذه الدراسة للشاعر المبدع حسام العقدة فى الصفحة الأدبية بمجلة حواء المصرية العدد 2222الصادر فى أبريل 1999إشراف الأستاذ عبد الله العفيفى

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

إقرأ أيضاً للشاعر الأديب حسام العقدة (الرباعيات بين الخيام وصلاح جاهين)ـ

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

الرباعيات بين الخيام وجاهين

الرباعيات بين الخيام وجاهين

.

فاقت شهرة الخيام (شاعراً) على شهرته عالماً رياضياً فلكياً ... بما أحدثته رباعياته من أثر عميق فى وجدان الغرب والشرق على السواء ، فقد ظلت محور جذب حقيقى لكل مبدع أو مفكر أو متصوف ، ينهل منها مايشاء ... ويضيف عليها من رؤيته الخاصة

فقد ظلت شهرة الخيام لعصره والعصور التالية مقصورة على نبوغه فى الرياضيات والفلك ... حتى بداية القرن التاسع عشر حيث عرفت رباعياته ، وقد اختلف فيه الناس ... فمنهم من زعم إنه فيلسوفاً مادياً ... وإنه نظر إلى الوجود نظرة الكأس والخمر ... ومنهم من رآه صوفياً يتغزل فى الخمرة وهو يعنى بالذات الإلهية شأن المتصوفة

لبست ثوب العيش لم أستشــر

وحرت فيـه بين شـتى الفــــكر

وسوف آنضو الثوب عنى ولم

أدرك لماذا جئت ... أين المفر.

وقد كتبت لرباعياته الشهرة حينما ذكرها لأول مرة "توماس هيد" الانجليزى عام 1700 والتى ترجمت بعدها إلى الفرنسية ولغات أخرى ليقع فى غرامها شعراء الغرب والشرق على السواء

أما فى العربية فقد ترجمت ونقلت عدة مرات ... وأشهر من ترجموها : وديع البستانى ـ محمد السباعى ـ أحمد رامى ـ أحمد زكى أبو شادى ـ بدر توفيق ... وغيرهم

وقد نقلت أيضاً رباعيات الخيام بعالمها إلى اللغة العامية على يد الشاعر "حسين مظلوم رياض" فى كتابه الذى صدر عام 1944

ويعترف مظلوم نفسه فى مقدمته أنه "إنما أراد إخراج رباعيات الخيام وسطاً بين الفصحى العالية والشعبية الدارجة"

وقد اعترف أيضاً أنه قرأ ترجمة رامى التى صدرت فى طبعاتها عام 1924 ،1931 كما قرأ الصراف والسباعى والبستانى وأنه حاول أن يقابل ماكتبه على ترجمتهم بقدر الإمكان

ويبدو أنه قد فهم الخيام ـ على حد قول الدارسين له ـ فهماً صحيحاً فقد أثار الخيام قضايا ليس لها جواب فى رباعياته مثل سر الوجود والبعث والنشور التى أطال فيها الحديث ...

يقول رامى فى رباعياته :

سمعت صوتاً هاتفاً فى الســحر

نادى من ألحـان غفــاة البشــر

هبوا املأوا كأس الطلى قبل أن

تفعم كأس العمــر كــف القـــدر.

ويقول مظلوم فى خماسياته العامية :

نبــــه النايـــم علـــى فــــرش الأمـــــــل

كــام أمــل فــى حلــم تفســــيره الأجـــل

فـــــوز بكأس الصفــو دى الأيـــام دول

والحياه يومين سرور يوم ... وارتحال

بعـــد كأس الأنــس يـــوم كــأس القــدر.

ولقد حاول "بيرم التونسى" وربما "فؤاد حداد" أن يطرقوا باب الرباعيات فى أشعارهم لكنها كانت رباعيات من إبداعهم هم فى ضوء عصرهم الذى عاشوه وربما استمدوا الكثير من تجربة الخيام وروحه ... ولكنهم لم يكونوا "خيامين" فى رباعياتهم

ومن أبرز من كتب الرباعيات الشاعر "صلاح جاهين" الذى تأثر برباعيات الخيام أيضاً ... يقول صلاح جاهين فى رباعياته :

عجبى عليك عجبى عليك يا زمن

يا بو البدع يا مبكى عينـى دمـــاً

إزاى أنا أختـار لروحى طــريــق

وأنا اللى داخل فى الحياة مرغماً

عجبى

ويقول أيضاً :

مرغم عليك يا صبح مغصوب يا ليل

لا دخلتهـا برجليا ولا كـان لــى ميــل

شـيلينى شـيل دخلت انا فـى الحيــاه

وبكـره حاخـرج منهــا شيلينـى شيـل

عجبى.

ولكن سرعان ما خلع جاهين الرداء "الخيامى" ليتفجر هو ويملأ كون الشعر بقطع غير متشابهة من أحاسيسه والتى شهد لها شعراء الفصحى والعامية على السواء أنها تختلف عن الرباعيات السابقة بل وتتفوق ... بما احتوته من تعدد مستويات التلقى :

يا عندليب ما تخفش من غنوتك

قول شكوتك واحكى على بلوتك

الغنـــوه مش حتمـوتـك ... إنما

كتم الغنا ... هوه اللى حيموتـك.

ففى الوقت الذى احتبس فيه الخيام بين الخمر والبعث والقدر ... كانت طفولة صلاح جاهين تعبث بكل مايقابلها وتحاول مشاهدته وربما كسره حتى لايشاهده غيرها حتى لو استخدم نفس المفردات :

رقبــــــــة إزازه وقلبــى فيهــا انحشـــر

شربت كاس واتنين ... وخامس عشـر

صاحبت ناس م الخمره ترجع وحـوش

وصاحبت ناس م الخمـره ترجـع بشـــر

عجبى.

وترجع عظمة رباعيات جاهين إلى رشاقته الذهنية الحادة التى جعلته ينتقل بين الفلسفات والأفكار والأماكن والأشياء بشكل طبيعى :

ورا كل شـــباك ألف عيــن مفتوحيــن

وانا وانتى ماشيين يا غرامى الحزين

لو التصأنــا نمـــوت بضربـــة حجـــر

ولــــو افترقنــــا نمــوت متحصـريــن

عجبى

فإنه حينما يتعامل مع القمر فإنه يختلف عن باقى الشعراء فلا ينظر إليه فقط ولا يتمنى أن يمسه فقط وإنما يقفز أيضاً :

أنـــا إللــــى بالأمـــر المحـــال اغتـوى

شفت القمر ... نطيت لفوق فى الهوى

طلتـه ما طلتــوش ... إيه أنـا يهمنــى

وليـــه ... مـدام بالنشــوه قلبى ارتوى

عجبى

وكما وقع بعض الشعراء فى رباعيات الخيام فى الماضى فقد تأثر أيضاً معظم شعراء العامية المعاصرين برباعيات جاهين ، وقد يستشعر هذا المتذوق العادى حيث تجد أحدهم يقف فى ذات الأماكن التى وقف بها صلاح جاهين ويتحدث عن نفس الشىء بنفس الفلسفة

الباحث الأديب : حسام العقدة

......................................

ـ المراجع : مجلة القاهرة العدد 104 مارس 1990 ، مجلة ابن عروس مارس 1993، رباعيات الخيام (ديوان أحمد رامى)ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نُشرت هذه الدراسة للشاعر الأديب حسام العقدة فى النشرة الأدبية لعام 1995 التى صدرت عن نادى الأدب بجامعة المنصورة

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

إقرأ أيضاً للشاعر الأديب حسام العقدة (البلياتشو وصلاح جاهين

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS